أنت وهيمقالات

متى يكون الطلاق الحل؟

لقد شرع الاسلام الزواج لأنَّه يقوم بتحصين الشباب والفتيات من الوقوع في الفتن والمعاصي، والأساس في الزواج هو الرحمة والمودة والتعاون بين المتزوجين.

ولكن إذا لم يكن هذا الأساس موجودًا بين المتزوجين وأصبح الزواج صعبًا وشاقًا على كلاً من الطرفين، فإنَّ الإسلام أباح لكلا الطرفين أنْ يفترقا من خلال الطلاق؛ لأنَّه يكون فيه منفعة لكل منهما، كما أنَّ الشرع قام بتحديد الحقوق الخاصة لكل طرف.

متى يكون الطلاق الحل الوحيد؟

من الأمور التي تجعل الزواج أمرًا واجبًا:

  • إذا صارت العلاقة بين الزوج والزوجة سيئة بدرجة كبيرة، ولم تعد محاولات الإصلاح لها فائدة، وهذا غالبًا يحدث بسبب عدم طاعة الزوجة لزوجها وعدم المحافظة على البيت والاسراف والتبذير في مال الزوج.
  •  أنْ يشك الرجل في زوجته، ويحدث هذا الشك خصوصًا إذا كان الرجل يعمل بعيدًا عن البيت، وغالبًا ما يكون هذا الشك مبنيًا على حقائق وليس لمجرد الشك. تعرفى طرق فعالة للعاملة مع الزوج الغيور والشك
  •  في حالة خوف الرجل أنْ يقع في الحرام أو الزنا أذا استمر ذلك الزواج، وذلك لأنَّ زوجته ليس لها القدرة على تحصين زوجها من الوقوع به، ولذلك أحل الشرع للرجل بالزواج من واحدة أخرى كما أحل له الزواج من أربعة، ولكن بشرط القدرة على العدل بينهن جميعًا

معنى الطلاق

الطلاق في اللغة العربية، هو فسخ الزواج من خلال أحد الطرفين وذلك عندما تكون الحياة صعبة بين كلا الطرفين، وخصوصًا عندما لا يكون هناك قبول لتجنب وتجاوز المشاكل والخلافات التي تحدث بينهما.

ويُعتبر الطلاق أحد أبغض الأمور إلى الله -سبحانه وتعالى-، ففي الحديث الذي رواه أبو داود عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أبغَضُ الحلالِ إلى اللهِ -عَزَّ وجَلَّ- الطَّلاقُ”.

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الطلاق ليس مكروهًا، ولكن قد يجب الحكم بالقيام به؛ فيكون هو الحل الأنسب في حالة زيادة الخلافات بين الزوجين وأصبحت استمرار العشرة الزوجية صعبًا، وتم استنفاذ جميع الوسائل للإصلاح ولكن دون فائدة.

كما يجوز الحكم بالطلاق إذا خاف أحد الأطراف من الأضرار التي يُمكِن أنْ تلحق به في حالة استمرار الزواج، ولا حرج عندئذ أنْ تطلب زوجة أو حتى الزوج الطلاق، والدليل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

وأيضًا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لزوجة الصحابي ثابت بن قيس -رضي الله عنه-، وذلك عندما اشتكت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حالها مع زوجها وأنَّها لا يُمكنها الاستمرار في العيش معه، فقال لها النبي: “أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقبل الحديقة وطلقها تطليقة”، كما يقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: “لا ضرر ولا ضرار”.

حق الزوجة في الخلع من الزوج

لقد أحل الشرع للزوجة طلب الخلع من زوجها إذا خافت من الوقوع في الحرام إذا استمر الزواج، وأجاز أيضًا أن طلب المرأة من زوجها الطلاق في حالة غيابه عنها لمدة أكثر من سنة دون أنْ معرفة أي أخبار عنه أو حتى المكان الخاص بإقامته، أو إذا تم الحكم عليه بالسجن لفترة أكثر من عام، ولقد شرع الإسلام هذه الأحكام لحماية المرأة وصون كرامتها.

شروط المُطَلِق

يشترط في الشخص الذي يقوم بالطلاق الأمور التالية:

  •  أنْ يكون المُطلِق زوجًا فلا يتم قبول الطلاق من غير المتزوج وهذا على اتفاق الفقهاء.
  •  أنْ يكون المُطَلِق شخصٌ مُكَلَّف، أي يكون عاقلاً، ولقد أجمع العلماء إلى عدم وقوع الطلاق من الصبي، وقد استدلوا بذلك من حديث النبي -صلي الله عليه وسلم-: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ”.
  •  أن يكون المُطَلِّق مُخيرًا وغير مُجبَرٍ على الطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى