
النسب هو الدعامة القوية التي تقوم وتعتمد عليها جميع البيوت، فمن خلاله يرتبط جميع أفراد الأسرة ببعضهم برباط دائم يقوم على وحدة الدم، فالأبناء جزء من آبائهم، والآباء بعض من أبنائهم.
لذلك فالنسب نعمة كبرى من الله -عز وجل- على جميع الناس، فبدونه لحدث تفكك لجميع الأسر، ولذابت جميع الصلات التي تربطها، ولن يبقى أي أثر للحنان والعطف والرحمة بين أفراد الأسرة الواحدة؛ لذلك مَنَّ الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان بالنسب فقال: “وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُۥ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا”.
إنَّ نسب الأبناء إلى الآباء هو سلوك اجتماعي مُتوارث بين جميع الناس منذ القِدَم، ويعتقد البعض أنَّ النسب إلى الآباء قام المسلمون باختراعه واستحداثه، والحقيقة أنَّ هذا الأمر كان موجودًا عند الأمم الأخرى وغير المسلمين طوال التاريخ.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ معظم شعوب العالم في العصر الحالي تتبع هذا الأسلوب عند تسمية الأبناء، حيث يُنسب الأبناء إلى الآباء حتى في المجتمعات الغربية وغير المسلمين ولا يقتصر الأمر على المسلمين فقط.
ويتهم الكثيرون الإسلام بظلم المرأة بسبب نسبة الآبناء إلى الآبا وليس النساء، وهذا تناقض كبير جدًا؛ لأنَّ الذين يتهمون الإسلام بذلك لم يعترضوا على ما يحدث في المجتمعات الغربية، فهناك يتم تسمية ونسب المرأة لزوجها عند الزواج منه، وبذلك يتم اهدار حق حقوق أسرة المرأة التي قامت بتربيتها وتتشأتها.
كما لم يعترض أولئك على القانون البريطاني الذي تم إصداره قبل مائة عام والذي يُتيح للزوج صلاحية بيع زوجته وذلك عند التبرم منها، وذلك بشرط ألا يتم بيعها بأقل من ستة بنسات!
إليك معرفة كيفية تدريب الطفل على الصلاة
لذلك فهذا الاتهام لا يجب أن يتم توجيهه للإسلام والمسلمين، لأنَّ تسمية ونسب الأبناء إلى الآباء هو سلوك اجتماعي وإنساني يقوم به عامة الناس، ويجب أولاً أنْ يُخاطبوا المجتمعات الغربية التي قامت بهضم حقوق المرأة وإلغاء شخصيتها.
أسباب نسب الولد إلى أبيه
كما ذكرنا سابقًا أنَّ نسب الأبناء إلى الآباء هو سلوك اجتماعي موروث منذ القِدَم، ولكن تم تشريع ذلك الأمر لأنَّ فيه حفظ للأنساب وحماية للأعراض، فالزوج قد يتزوج أكثر من امرأة، وفي حالة نسب الأبناء إلى الأمهات فسوف يتم تحطيم العلاقات بين الأخوة والأخوات.
والدعوة التي تطالب بنسب الأبناء إلى الأمهات هي دعوة مرفوضة تمامًا في جميع الأديان السماوية، لأنَّها ستؤدى إلى هدم الأديان وإباحة الزنا، فبهذه الدعوة لن تجد النساء مشكلة في نسبة أبناء الزنا لهن دون الحاجة إلى معرفة الأب.
والحكمة من نسب الأبناء إلى آبائهم أنَّ الآباء هم القائمين على أبنائهم، وهم المتكفلين بالنفقة عليهم -إنْ كانوا فقراء- وهم المسئولين للدفاع عنهم، لذلك فإنَّ كل من يفقد أباه يُسمي يتيمًا