علم العَروض
إنَّ القواعد التي تدل على كل ميزان دقيق والذي يُعرَف من خلالها الأوزان الصحيحة والأوزان الفاسدة في الشعر العربي هي علم العَروض. ولقد تمت تسمية علم العَروض بهذا الاسم لأنَّ فيه يتم عرض الشعر بشكل تفصيلي.
وقد ذُكِرَ أنَّ الفراهيدي قام بتسمية علم العَروض تبريكًا بمكة المكرمة لأنَّ اسم العروض هو اسم من اسمائها. وقيل أيضًا أنَّه قام بكتابة ذلك العلم بمكة المكرمة، والهدف من علم العّروض هو التعرف على نوع البحر للبيت الشعري
مؤسس علم العَروض
كما ذكرنا سابقًا فإنَّ مؤسس هذا العلم هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد قيل أنَّه قام بالتفكير في كيفية تقسيم الشعر إلى بحور تبعًا لاختلاف الإيقاعات الشعرية أثناء مروره بأسواق الصفارين. حيث ظهرت أصوات المطارق الخاصة بهم علي شكل وحدة لها نَغَم وهي مُشابهة لنغم أبيات كل قصيدة.
وكان يُخفض رأسه في البئر لكي يقوم بإصدار نغمات وأصوات عديدة حتي يستطيع تحديد النغمة الخاصة لكل قصيدة.
وبعد ذلك قام بالتركيز لدراسة الشعر والقصائد العربية، ورتب قصائد وأشعار العرب على حسب الوحدة الموسيقية المشتركة بينها فاستطاع بذلك إيجاد 15 وزنًا موسيقيًا في أوزان عِلم العَروض.
وقام الاخفش (تلميذ الفراهيدي) باستكمال مسيرة مُعلِمِه للنهوض بعلم العَروض فقام بمُتابعة الأبحاث وسار على نهج مُعلمِه واستطاع بذلك اكتشاف بحرًا أو وزنًا آخر من أوزان علم العروض ليكون عدد الأوزان 16 وزنًا.
علم العَروض في الشعر
علم العروض في الشعر هو العلم الذي يقوم باستقصاء الإيقاع الموسيقي الذي يقوم على متابعة الحركة والسكون في أبيات القصائد.
إنَّ علم العَروض تم استقصاؤه حيث أنَّ الفراهيدي قام باستكشافه واستقصاؤه عندما درس الشعر العربي خلال عصر الإسلام والعصر الجاهلي، وكان الشعراء وقتها ليس لديهم معلومات كافية عن طبيعة وماهية علم العَروض حيث كانت الإيقاعات والأوزان الموسيقية تندرج بشكل تلقائي عندما كان يقوم الشاعر بإلقاء القصيدة.
فموهبة الشعر تحتاج إحساسًا فطريًا بالموسيقى، ومعرفة صور وتراكيب وأصول ومفردات اللغة. ويُعتَبَر الهدف الأساسي من علم العَروض هو توضيح الكلام الذي تم وزنه بوزن صحيح والتمييز بينه وبين الكلام المضطرب الذي يُحدِثُ اضطرابًا في الإيقاعات وغيابًا في سلامة وصحة الموسيقى.
يمكنك أن تعرف عن الهجاء وكيف كان فى العصر القديم
بحور الشعر العربي
تُعرف بحور الشعر أنَّها الإيقاعات الموسيقية للأشعار العربية، ولهذا الاسم مُصطلح آخر هو الوزن الشعر، ولقد قام الفراهيدي والأخفش باتخاذ مفاتيح خاصة علي شكل بيت شعر، يكون شطرالبيت الأول هو اسم البحر، وشطر البيت الثاني يكون فيه تفعيلات البحر.
وبحور الشعر العربي هي:
- بحر الطويل.
- بحر البسيط.
- بحر المقتضب.
- بحر المتدارك (المحدث).
- بحر المتقارب.
- بحر المجتَّث.
- بحر المنسرح.
- بحر الخفيف.
- بحر المضارع.
- بحر السريع.
- بحر الرَّجز.
- بحر الرمل.
- بحر الهزج.
- بحر الكامل.
- بحر الوافر.
- بحر المديد.
أهمية علم العَروض
إنَّ الشعر علمٌ مثل باقي العلوم كالطب والفلك واللغة وغيرها من العلوم التي لها أصولها وقواعدها. وهو العلم الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالبيت الشعري فلقد تم تسميته بعلم موسيقى الشعر، وهذا بسبب وجود النغم في كلاً منهما.
وأهميتة ترجع إلى أنَّه:
- يساعد المستمعين على استقبال الأبيات الشعرية بشكل موزون دون إحداث أذى للأذن التي تحب الاستماع إلى اللحن والموسيقى.
- يساعد الشاعر على تنمية قدراته في التمميز بين وزنٍ شعري ووزن شعري آخر، كما تساعد الشاعر على معرفة الأوزان الشعرية معرفة صحيحة.
- يعمل على إرشاد طلبة ومُتعلمي الأدب لمعرفة نقاط الخلل في الأبيات الشعرية لأنَّها تشتمل على القواعد الواضحة التفصيلية التي يُمكن الرجوع لها ببساطة.
- يعمل على تعزيز الأذواق الفنية عند الشعراء والمُستمعين.
- يُساعد القارئ على قراءة الأبيات الشعرية بشكل سليم.
