كيف تدرك صلاة الفجر

الصلاة في الإسلام لها مكانة كبيرة، فهي عماد الدين، وهي الطريق الذي يُساعد على الوصول إلى الجنة، وأول ما يُحاسَب عليه الإنسان يوم القيامة، ولذلك إذا صلحت صلاة الإنسان صلح باقي عمله وخاصة صلاة الفجر .
والصلاة تُميز المُتقين عن غيرهم من البشر، حيث يقول الله -عز وجل-: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، ومكانة الصلاة ترتبط بجميع الصلوات بوجه عام، ولكن صلاة الفجر لها مكانة عظيمة على وجه الخصوص.
لقد وَرَدَ الكثير من الفضائل التي تُبين مكانتها عن باقي الصلوات، وهذه الفضائل التي تُميز صلاة الفجر يعود سببها إلى وقتها، حيث أنَّ وقتها هو وقت نوم الناس وسكونهم في منازلهم، لذلك فإنَّ من يقوم بأدائها فهذا دليل على العزيمة والهمة العالية.
ولذلك السبب فإن صلاة الفجر تُسَّمى بالصلاة الفاضحة؛ لأنَّ بها يتميز المؤمنون الذين يحرصوا على المحافظة عليها، على عكس الذين يتكاسلون عن تأديتها.
أهمية صلاة الفجر
توجد العديد من الفضائل التي تُبين أهميتها، فهي الصلاة التي تشهد عليها الملائكة، ففي الحديث الشريف عن أبى هريرة -رضي الله عنه قال: قال رسوال الله ﷺ:
(يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون).
كما أنَّ أداء صلاة الفجر جماعة دليل على صدق إيمان العبد وعدم النفاق في العبادة، والدليل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، لقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ، فيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِن نَارٍ، فَأُحَرِّقَ علَى مَن لا يَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ بَعْدُ)، وهذا دليل آخر على أهمية صلاة الفجر.
طرق الاستيقاظ لها
يرغب الكثيرون في المحافظة عليها والمداومة على أدائها، ولكن تواجههم العديد من الصعوبات للاستيقاظ، ومن طرق الاستيقاظ لها:
- المداومة على تذكر فضل الصلاة في جماعة، وخصوصًا صلاة الفجر، ففي الحديث الشريف قال النبي -صلي الله عليه وسلم-: (مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّه، فَلا يَطْلُبنَّكُم اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدرِكْه، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى وجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّم).
- الالتزام بأداء صلاة الفجر؛ لأنَّ من يقوم بتأديتها فسوف يحميه الله -عز وجل- ويحفظه ويرعاه، ومن يهتم بتأديتها فسوف يحصل على الكثير من العطايا، والتي من أهمها رؤية الله -سبحانه وتعالى-. حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون – أو لا تضاهون- في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا).
- صلاح القلب، وحتى يكون القلب صالحًا يجب التعهد لتأدية جميع العبادات، مثل قراءة القرآن الكريم والمدوامة على الذِكْر، والبعد على كل ما تم تحريمه والذي تم النهي عنه، بالإضافة إلى تنفيذ جميع الأوامر والواجبات، والالتزام بحدود الله -عز وجل-.
- الأخذ جميع الأسباب التي تُساعِد على أداء صلاة في الوقت المخصص لها، ومنها النوم المبكر، وعدم السهر إلى وقت مُتأخر من الليل، والدعاء المستمر بالمحافظة على صلاة الفجر، وغيرها وهذه من أهم طرق الاستيقاظ لها.
- المحافظة على الأذكار قبل النوم مباشرة، ومن هذه الأذكار، آية الكرسي والمعوذتين.
- جهاد النفس وترويضها على القيام لصلاة الفجر وتجنب وسوسة الشياطين والتعظيم من مكانة وأهمية الصلاة في القلب.
- المداومة على ذِكْر الله -عز وجل- بعد الاستيقاظ، بالإضافة إلى المحافظة على الوضوء في جميع الأوقات.
- الثقة فيما أعدَّه الله -سبحانه وتعالى- للُمحافظين على جميع الصلوات، و الفجر على وجه الخصوص