
وصَفَ الله عز وجل علاقة الزواج بأنها أسمى العلاقات الإنسانية وأجملها، بل وأكد الله جل علاه على أنها تتسم بالمودة والرحمة، وبتحقيق تلك المعادلة يستمر رباط الزواج ويستقيم عندما تتوفر جزء من الحقوق وهى حقوق الزوجة.
وقد جعل الله لها قانونًا، وفَرضَ علي كلًا مِن الزوجين الإلتزام بحقوق الأخر، و القيام بواجباته التي وضعها الله لبعضِهم البعض.
و في هذه المقالة، سوف نتحدث عن ستةً حقوق الزوجة يجب أن يلتزم بها الزوج تجاه زوجته.
حقوق الزوجة علي الزوج :
- حُسن مُعاشرة ومُعاملة الزوجة
يجب علي الزوج إكرام زوجته، وأن يُحسن معاشرتها، وقول الله تعالى في سورة النساء يوضح المقصد، فقد قال عز وجل : ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19]
ومن الحقوق أن يُحسن إليها، وألا يَظلمها، وأن يرفق بها، ويُقدم ما أمكنه تقديمه إليها مما يؤلِّف قلبها ويؤنسها، تطبيقًا لقوله تعالى في سورة النساء: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]
- المساهمة في تعليم الزوجة أمور دينها
فيجب على الزوج أن يزد مِن قربها لله جل عز وجل، ويحثها على القيام بذلك معًا، وهذا من حقوق الزوجة على زوجها وذلك تطبيقًا لقوله تعالى في صورة التحريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
- العدل بينها وبين الزوجات الأخرى
في حالة كان الزوج متزوجًا من أكثر من زوجة فإن مِن حقوق الزوجة على زوجها أنْ يَعدل بين الزوجات، تصديقًا لقول الله تعالى في سورة النساء -: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ [النساء: 3].
وإن لم يستطع الرجل العدل بينهن، فلابد له أن يقتصر على زوجة واحدة.
- غض الطرف عن أخطائها
إذا أخطأت الزوجة أحيانًا فلا يجب على الزوج أن يُعنفها، ولكن يجب ينصحها ويحاول إصلاح ذلك الخطأ، فهو كما يرى سيئاتها فعليه أن يري حسناتها أيضًا، لذا فعلى الزوج إن يغض الطرف عن الخطأ ما دام لا يوجد فيه إخلال بشرع الله.
كما أنَّ الزوجة الصالحة هي من لا تقوم بتكرار أخطائها؛ حتى لا يُسبب ذلك في انزعاج زوجها وغضبه منها.
- عدم الاعتداء على الزوجة
فلا يجب على الزوج أن يؤذي زوجته ويعتدي عليها بالضرب المبرح، أو السب، أو القذف، أو يقم بتقبيحها، أو مناداتها بما تكره: فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ولا تضرب الوجه، ولا تقبح)، وهذا من حقوق الزوجة على زوجها.
حيث أنَّ ضرب الزوجة مشروع بحدود معينة إذا نَشَزت الزوجة وتركت طاعة زوجها على النحو الذي في قوله تعالى في سورة النساء : ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
ولا بد من ضوابط للضرب، يبتدئ أولاً بالوعظ بكتاب الله وتذكيرها بما أمرها الله به، ثم الهجران، فقد قال ابن عباس: (الهجران هو أن يولِّيَها ظهره على الفراش، وألا يكلمها، وقال الشعبي ومجاهد: هو أن يهجر مضاجعتها، ثم ينتهي بالضرب غير المبرِّح، وهو ألا يكسر فيها عضوًا، ولا يؤثر فيها شيئا).
- الجلوس والحديث مع الزوجة
فيجب على الزوج أن يجلس مع زوجته، ويتحدث إليها، ويستمع لها وهذا من حقوق الزوجة على زوجها.
فهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يجلس مُستمِعًا إلى أُم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عندما كانت تقُص عليه حديث النسوة اللاتي جلسن وتعاقدن على ألا يَكتُمن من خبر أزواجهن شيئًا – وهو حديث أم زرع المعروف – وهو حديث طويل، ومع ذلك لم يَمِل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من عائشة وهي تحدثه.
ولكن يجب عند الحديث مع الزوجة تجنب ذِكْر أخبار الآخرين والحديث عنهم بحديث غير طيب، فهذا فيه غيبة ونميمة وهو حرام شرعًا و الزوجة الصالحة هي من تُساعد زوجها على تجنب مثل هذه الأحاديث.
إنَّ رباط الزواج هو من أجمل الروابط الإنسانية وأقواها، فأجعل بيتك مملوء بطاعة الله وزينه بالمودة والرحمة أثابك الله.
3 تعليقات