الدين والحياهمقالات
أخر الأخبار

المثلية الجنسية: الإنسان بين الفطرة والرغبة

الفطرة منذ بداية الحياة على الأرض:

عندما خلق الله تعالى الحياة على وجه الأرض جعل فيها من كلٍ زوجين إثنين، جعل فيها الذكر والأنثى، جعل هذان النوعان موجودان لاستمرارية الحياة على الأرض، فلم يخلقهما الله تعالى بدون جدوى، ولكن العلة الحقيقية فعلاً هي التكاثر وبالتالى زيادة النسل من كل الكائنات، وبناء عليه الكثرة في العدد، حتى تستمر الحياة ويستمر اختلاط الأجناس حتى يكتمل الكون العظيم، فسبحانه وتعالى له من الموازين في خلقهِ المعجزات.

بداية ظهور المثلية , ومن هم أول من فعل ذلك؟

في الزمن البعيد ظهر بين البشر سلوكاً لم يُعتاد بعد، وهو المثلية الجنسية أي (الميْلُ لنفس الجنس، أو أن يميل الرجل إلى الرجل)، وظهرت تلك الفترة في عصرٍ قديم وهو عهد سيدنا لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. ومن الجدير بالذكر هنا والذي قد لا يعرفه البعض من الناس وهو (ما معنى كلمة لوط؟)

  • ما معنى كلمة لوط؟ معنى كلمة لوط في اللغة العربية جاءت من (لَ وَ طَ) أي لَوَطَ، أو (لَ اْ طَ) أي لاطَ – يلوط لوطاً، وهي هُنا بمعنى اقترب أو إلتصق أو لمس أو اقترب. فمثلاً: لاطَ حُبك في قلبي، أي بات حُبك ملتصقاً في قلبي أو لازقاً في قلبي، فعلى ذلك مثلاً إن لصق شيءٌ بشيءٍ يُقال عليه (قد لاطَ به)، وعلى ذلك سُمي نبي الله لوطاً عليه السلام بهذا الاسم من شدّة حُبه لسيدنا إبراهيم عليهم جميعا الصلاة والسلام.
  • ومن بعد قصة سيدنا لوط عليه السلام، أصبحت صفة يُوصف بها من يأتي بأفعال قوم سيدنا لوط (وهي إتيان الذكران دون الإناث).

عندما بعث الله سيدنا لوط عليه السلام في قومهُ الذين سعوا في الأرض فساداً، فكانوا يقطعون الطريق، وينتهكون حقوق بعضهم، وإذاعتهم للفحشاء وهي الشذوذ الجنسي للرجال، حيثُ كانوا يميلوا للرجال الحسنة المظهر ويُفتنون ببعضهم البعض، ويأتون الرجال شهوة دون النساء، ويأتوا ذلك في العلن من مجالسهم أمام الناس متفاخرين بذلك، وعندما أمرهم نبيّنا لوط عليه السلام بالابتعاد عن هذه المعاصي وترك تلك الفواحش، فلم يسمعوه وحاولوا إقصاءهُ أو اخراجهُ من المدينة، حيث قال الله في القرآن الكريم “أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون” صدق الله العظيم.

وكادوا أن يفعلوا ذلك حتى بعث الله مَلَكيْن من السماء ليخبروا سيدنا لوطاً بأن الله يريدهُ أن يخرج من هذه المدينة قبل الصباح وقبل أن يحلّ عذاب الله عليهم، وأيضاً حتى وعند ذهاب هذان المَلَكان إلى سيدنا لوط! حيث أنهما كانا في صورة شابان وسيمان، فلاحظ قوم سيدنا لوط وسامة هذان الشابان وكادوا أن يعتدوا عليهما ويأتوا بهم الفاحشة، وبعد أن وصلوا إلى سيدنا لوطاً وأخبروه أنهم (أهل المدينة) لن يصلوا إليهما، وعنها وقد تم قضاء الله تعالى في قوم لوط حيث أمر سيدنا جبريل بأن يخسف بهم الأرض، وجعل عاليها سافلها، وأنجى الله تعالى سيدنا لوطاً وأهلهُ.

ظواهر المثلية في الحضارات القديمة:

في الزمن القريب جاء بعض الناس الذين اختلط بهم ميزان الشهوات على فطرتهم السليمة، وقاموا بفعل ما فعله السابقون، ألا وهو الشذوذ الجنسي وزاد على ذلك إتيان النساء ببعضهن البعض أيضاً.

ظهر في مجتمعات الحضارة اليونانية القديمة ما يعرف بالمثلية العُرفيّة، حيثُ كانوا يعتقدون أن الصبي لا يبلغ إلا اذا حُقِن بسائلٍ منويٍ من رجلٍ بالغٍ، وكانوا يفعلوا ذلك عن طريق ما يُسمّى عندهم بالمُعلم، حيث كان يعطيهم دروساً يتعلمونها بجانب ممارسته معهم تلك الفَعلة حتى يبلغ الصبي مبلغ الرجال، وبعد بلوغهم يقوموا بمنعهم من ممارسة تلك العادة ويعلّموهم إتيان النساء عند البلوغ، ومن يخالف ذلك العُرف كانوا يجعلون منه عبداً منبوذا بعيداً عنهم، حتى صارت بعد ذلك اختياراً منهم باستكمال الشذوذ الجنسي.

وعلى ما يعرف البعض أن الحضارات كانت تأخذ من بعضها البعض، فإن الحضارة اليونانية القديمة أثرت على باقي الشعوب والحضارات حيث انتقل إليهم تلك الشعائر والعُرفيات التي سادات عند معظمهم نظاماً إلى خلّفت لنا موروثاً شاذاً من قديم العصور.

ظواهر المثلية في الوقت الحالي:

مع كثرة الثقافات المتناقلة بين البلاد والأجناس أصبح هناك شيءٌ خطير بعد ذلك التطور الهائل في التكنولوجيا والدراسات ألا وهو تبنّي المثلية الجنسية، ظهر ترسيمَهُ في بداية القرن الماضي في دول أوروبا حيثً قامت الحكومة بإعلان أحقية المثليين في التعايش والزواج من بعضهم البعض، وأنهم فصيل يحق لهم التواجد في المجتمع. تلك الحقبة جعلت من تلك الممارسات الشاذة الأريحيّة في الممارسة، والإقبال عليها بسهولة لمن يريد، حيثُ أكسبت المثلية الجنسية الشاذة هُوية وأصالة، تدفع العديد من البشر لانتهاجها في الوقت الحالي كاختيار شخصي حر، وكنوعٍ من أنواع الحرية في الحياة.

كيف تكون الحرية في تغيير فطرة الرجل أو المرأة، تلك الأفعال الشاذة التي تظهر من اختلالٍ في الفكر والاحساس، بترسيخ أن الشهوة قد تحلو إن فعلتَ المختلف أو فعلتَ شيئاً باختلاف قد يُثير غريزتك بشكل ألطف! كيف لهم أن يلغوا الاحساس القائم بين الرجل والمرأة! أو بين الذكر والأنثى بأنه أقل في الشهوة أو أنه اتجاهاً أفضل أو انه حريّة! كيف أساسا يحرّفون ذلك الوضع تحت أي مُسمّى؟!

أسباب ظهور المثلية الجنسية:

مما سبق رأينا ظهور المثلية في المجتمعات وبالتالي فأهم أسباب المثلية الجنسية هي الظروف البيئية حيث هناك من العوامل التي تؤثر على شخصٍ ما وتحوله إلى أحد أفراد المثلية الجنسية، حيث قد يمر الشخص بمجموعة من التجارب التي تُخالف أفكاره أو الوعي الجنسي، والتي قد تؤثر عليه حتى يتحول من شخصٍ عادي إلى مثليّ.

أيضاً قد يكون السبب وراثياً أثناء فترة تكوينه في رحم الأم، قد يطرأ حالات من الخلل في الهرمونات والغُدد من الأم والتي تؤثر على الجنين وراثياً فيُصبح غير طبيعي من الناحية الجنسيّة، حيث ستكون هنا الميول نفسية أو في الجينات الداخليّة ليس لها ظهور مادي خارجي إلا بعد البلوغ، وقد يظهر في صورة مادية كما نعرف (الخُنثى) أي عنده الأعضاء التاسلية للذكر والأنثى معاً.

يمكن معرفة صفات شريك حياتك أيضا

هل المثلية مرض ذو علاج أم إختيار؟

كما ذكرنا كلمة “علاج” وذلك لأنه حقاً مرضاً، لمخالفته الفطرة الكونية والاتجاهات السائدة بين شعوب الأرض في التكاثر، وفي الغالب أن معظم الشواذ لديهم هذه أو بعض هذه الإصابات كالاكتئاب، والقلق الدائم، الوسواس القهري، الخوف، عدم الانخراط في المجتمع وحب التواجد بمفرده…. كل هذه اضطرابات وأمراض تُعالج.

في البداية لابد من أن الشخص هذا أن يُقرر التخلص من المثلية الجنسية أولاً في قرارة ذاته، حتى لا يرجع إلى أفعاله مرة أخرى. وتتبنّى المستشفيات الحديثة أو مركز متخصصة هذا النوع من العلاج والمتابعة حيث تقوم بتحديد جلسات نفسية وطبية مع هذا الشخص في البداية لمحاولة تحديد الميول الفكرية وبالتالي الجنسية، ومن ثَم معالجتها، ومن هنا يكون لهذا الشخص الفرصة في استعادة الميول الطبيعية ف احاسيسهُ في القيام بعلاقة جنسية مع الجنس الأخر.

ما سبق كان عن العلاج الطبي، أما عن العلاج الاخر فهو علاج الأسرة، العلاج الناتج من حُسن توجية الأب والأم وحتى الاخوة لبعضهم البعض، حيث هنا التربية الأسريّة الناجحة هي التي تخلّف مثل تلك العواقب الشاذة، في حُسن إبراز الافكار بطبيعتها الكونية التي خلقنا الله تعالى عليها في العلاقة الحميمة المثمرة بين الرجل والمرأة أو بين الذكر والأنثى.

الحماية والوقاية:

وفي النهاية لضمان الحماية من البداية هو إحكام دور الرقابة من قِبل الأم والأب مع أطفالهم منذ الصغر وألا يتركوهم بعيداً عن أعينهم، ويكونوا على دراية تامة بمن يجلسون معهم أو يتحدثون معهم، وذلك لحمايتهم من أي تحرش جنسي عموماً ليس من المثلية وفقط، وأن يتربوا على ألا يخافوا إن حدث شيئاً أن يتكلموا عن ما قدث لهم، حتى نلقى دائما حلاً قبل تأتي المشكلة حتى يسهل علاجها وتحاشي حدوثها أو تكرارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى