الدين والحياهمقالات

صراع بين العقل والقلب أيهما أصدق ؟

يقابل الكثير منا مواقف لا يحسد عليها يقف فيها حائراً بين العقل والقلب إحداهما يدلك على الطريق المليئ بالمشاعر، والأخر لا يعرف سوى المنطق في حياته فما الأفضل وماذا يريحنا لا نعلم، فلعل صراع العقل والقلب من أكثر صراعات النفس قسوة حيث تجعلك حائر مشتت بين ما يريح وما ينفع لذا سوف نتحدث اليوم عن صراع بين العقل والقلب ونتعلم ايهما احق بأن نتبعه وما رأي الحكماء والعاقلين من الناس في هذا الأمر.

العقل والقلب طريقين متضادين

ان العقل والقلب هم أعضاء أحدهما يتولى أمر المشاعر والإحساس المفرط وكذلك احساس الحب والكرة، والأخر هو العقل المقسم إلى نصفين نصف أيمن وهو المسؤول عن العاطفة، والنصف الأخر هو الأيسر وهذا المسؤول عن التفكير والمنطق، ويتولى ذلك أمر المنطق والتفكير العقلاني السليم القائم على بعض النظريات والمواقف التي مر بها الفرد خلال حياته العلمية والعمليه، احداهما يجبرك على الاختيار المنطقي والأخر على الاختيار ذات بعض المشاعر وهذه هي الحالة الأكثر انتشاراً بين تلك العضوين اما الحالة الأخرى والتي هي من النعم الذي يمنها الله علينا أن يصبح تجاه طريق قلبنا وعقلنا واحد وأن يتفقان على أمر ما يا لها من راحة ما بعدها راحه، فإن أيدك عقلك فيما يفضلة قلبك تجسدت أمامك حلاوة الدنيا ومذاقها المنعش، كما ان هناك حالات يسبقهما القدر ويحكم بإرادة الله دون ترك لنا فرصة الإختيار، بالرغم من ان جميع الأحوال هي ارادة الله إلا ان في بعض الأحيان يترك لنا الله فرصة لنختار ما مقدر لنا ونصبح مخيرين.

أيضا :القيم والمبادئ هل تقبل التجزئة ؟

أيهما أصدق القلب أم العقل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( استفت قلبكـ، البر ما إطمأنت إليه النفس، وإطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن افتاك الناس وأفتوك)
والمعنى هنا ان نقوم بإستفتاء قلوبنا في حالة إن وجد اختيارين صحيحين نحتار فيهما فيجب ان نستفتي قلبنا ونرى أيهما نشعر تجاهه براحة أكثر ونجد كل الطرق مسيره إليه، كما اضاف الحديث ان الخير ما وجدت نفسك مطمأنة له وراضية عنه ، وان الاختيار الخاطئ أو الشر هو ما لم تطمأن له النفس والقلب ويسابقها شعور عدم الراحه به التي تجعلك تشعر بالنفور وعدم الاستقرار لذا قد حثنا رسولنا على استفتاء قلوبنا.

وفي حالة إن لم يدلك قلبك ولا عقلك أيهما تريد أكثر عليك بالمشورة فكان صلى الله عليه وسلم يستشيير أصحابة من الصحابه العقلاء في شتى الأمور ويأخذ بالأراء المنطقية والهدف من ذلك هو نقل تلك الرسالة لنا وهي أن نستفتي قلوبنا ونستشير اصحابنا، ومن امثلة أكثر ما قد نقلق حولة تلك الفترة هي مسألة الزواج فنجد أن الفتاه محتاره بين رجلين كلاهما يصلح للزواج ولأن يكون زوج صالح إلا انها تتعسر في الإختيار بينهما ولا تدري أيهما أصوب وأصح ففي تلك الحالة إن لم يدلك قلبك على اختيار عليك بإستخارة اللة عز وجل ليبين لنا الإختيار الأصح بينهما، ومن شروط أن ينور الله بصيرة قلوبنا أن تكون تلك القلوب قريبة من ربها وأن تعمل على طاعته والتضرع إليه بالدعاء والصلاة والصوم مما يجعل الله بصيرة قلوبهم أقوى من نظرهم ويحتاج الأمر القليل من الجهد ليتعرفون على الأصح، ومن شروطه أيضاً ان يكون به طاعة وتقرب لله فيمكن أن يكون الاختيار الأفيد يغضب الله عز وجل في حالة ان المكسب القليل في حدود طاعته وقتها نختار القليل ليبارك الله به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى