الدين والحياهمقالات

الرزق: الرزق الواسع

لقد فرض الله –عز وجل- على جميع العباد طلب الرزق للعيش، ولكي يستعينوا به على الطاعة، وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، فالإسلام هو دين السعي والعمل والحركة لإعمار الأرض.

وقد أمر الله –سبحانه وتعالى- العباد بالسعى للرزق بعد انقضاء فرضية عظيمة وهي صلاة الجمعة فقال: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

أشكال الرزق المحتلفة 

يعتقد الكثير أنَّ الأرزاق تقتصر فقط على الأموال وهذا خطأ كبير، فالأزراق هي كل ما أنعم الله بها على العباد سواء كانت أرزاقًا معنوية أو أرزاقًا مادية مثل الزوج أو الزوجة والأولاد والأهل والصحة والقبول والحب والراحة النفسية وغيرها، ولقد سُميت هذه الأمور أرزاقًا لأنَّها بقدر الله –عز وجل-، ولذلك فإنَّ الإنسان يجب أنْ يشكر ربه على كل نعمة أنعم الله بها عليه وأنْ يحافظ عليها.

أسباب سعة الرزق

إنَّ أسباب الرزق كثيرة ومتنوعة ومنها:

  • الابتعاد عن الحرام والخوف من الله –عز وجل- لطلب ما عند الله –سبحانه وتعالى، فكل من يترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.
  • المداومة على الذِكْر والأذكار، والأذكار تكون بالصلاة والدعاء والمحافظة على قيام الليل، والمحافظة على جميع الصلوات المفروضة، وصلاة الاسخارة أو قضاء الحاجة، ولزوم الاستغفار، والتضرع والإبتهال إلى الله –سبحانه وتعالى-، حيث يقول المولي –عز وجل-: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
  •  أن يداوم الإنسان على التصدق وأنْ يُنفِق أمواله في سبيل الله –عز وجل- ففي الحديث القدسي عن أي هريرة –رضي الله عنه-  عن النبي –صلي الله عليه وسلم- قال: “قال الله: أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك”، وهذا الحديث حديث عظيم يحث الناس على التصدق وبذل المال في سبيل الله وهي من أعظم أسباب البركة ومضاعفة الرزق.
  •  الشكر الدائم لله –سبحانه وتعالى- حيث يقول –سبحانه وتعالى- : “لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم” فالأرزاق مقترنة بالشكر لأنَّ الشكر هو تعبير عن فضل الله على العباد.
  •  بر الوالدين، وصلة الأرحام وتوجد الكثير من الأحاديث التي توضح ذلك كثيرة جدًا، ومنها الحديث الذي رواه البخاري حيث قال: روي عن رسول الله –صلي الله عليه وسلم-: “مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ، فليَصِلْ رَحِمَهُ” ويجب أن يكون الأساس في الصلة هما الوالدان لأنَّهم هم أقرب الناس، كما أنَّ رضا الوالدين ودعاءهما يكون له أثرٌ كبيرٌ للتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
  • السعي لقضاء حوائج الناس واليتامى، والأرامل والمحتاجين.

تعلم عن أهمية الصبر وتحمل البلاء والرضا بما كتبه الله

أسباب انقطاع الرزق

  • نقص المكاييل والموازين، والامتناع عن أداء عن الزكاة، والتعامل مع الناس بالربا.
  • الاحتكار وهو الامتناع عن بيع البضائع وخصوصًا المواد الغذائية التي يكون الناس بحاجة إليها بهدف رفع سعرها، بالإضافة أنَّ الغش والكذب تُعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى الفقر.
  •  المعاصي والذنوب، فالإنسان قد ينقطع عنه رزقه بسبب الذنوب التي يرتكبها، ففي الحديث الشريف عن ثوبان مولى النبي –صلي الله عليه وسلم-  أنَّه قال: “إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه”.

آيات الرزق بالقرآن الكريم

لقد جاء الرزق في القرآن الكريم في العديد من السور في القرآن الكريم ومن الآيات التي ذُكر فيها الرزق:

  • يقول المولى -عز وجل- في سورة البقرة: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِي
  •  كما يقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة آل عمران: “فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى