الدين والحياهمقالات

4 علامات في الانسان المتكبر والعلاج

الانسان المتكبر:

صفات وعلامات الانسان المتكبر .. وكيف نتغير! التواضع والتكبُّر هما صفتان متضادتان فهما لا يجتمعان في شخصٍ واحدٍ، فالتواضع من الصفات الحميدة الجميلة، أمّا التكبُّر فهو من الصفات الغير حميدة، ودائماً يسعى إليها الشيطان، فهو من المتكبرين وذلك كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {قال مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف:12].

خطة الشيطان للكِبر:

  • يستهدف دائماً الشيطانُ الإنيسانَ في تجميل اعتلاء المكانة في القلوب، مع الحرص في تبرير هذا للانسان المتكبر بأنه هو الشخص المميز، الذي يستحق اعتلاء القلوب لما له من مميزات عديدة، ويبدأ الشيطان في إبراز تلك المميزات سواء كانت مادية كالمال، أو معنوية كالعلم، أو اجتياز الدرجات العلمية، أو حتى في الوسامة، ويجلعه يتصرف بتعالي لمن حوله، بأنه المتفرّد من نوعة، وليس له مثيل من بين أبناء قومة.
  • يجتهد الشيطان في صناعة الكِبر والانسان المتكبر، لأنهم من الصفات الغير حميدة والتي نهانا عنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال في حديثة الشريف: {لا يدخلُ الجنَّةَ من كانَ في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ مِن كِبرِ}، وهذا يجعل الشيطان يعمل في اجتهاد حتى يقنع الانسان بالنهج على هذه الصفات حتى لا ينال الجنة.

خطوات الشيطان للايقاع بنا في الكبر، حتى يتمكن من صناعة الانسان المتكبر:

  • يختار الأشخاص الذين لهم صفاتاً حسنةً.
  • يحدّث الشيطان الشخص عن نفسه وعن أجمل صفاته، حتى تظهر في قلبه وعقله.
  • يخاطبه الشيطان عن حسدِ غيره من أقربائه أو من يحيطون به، أو أن يقوم بغشّهم أو الكذب عليهم، وإقناعه أن هذا سيجلب له نعمة التفرّد والانتصار بالتميُّز عليهم.
  • خطوةُ بخطوةٍ من الكذب إلى الغشّ إلى الحسد، إلى إزدراء الناس، حتى يصل إلى قمة ما سبق من الخصال السيئة، وهو الكِبر.
  • تبرير إعتلاء هذه الصفة وهي الكِبر داخل قلب وعقل هذا الشخص، بأنه مميز وليس له مثيل بين كل من يحيطون به.
  • ثم بعد ذلك صياغة الوسواس بالشكل اللائق، بأن لن يتمكن أحد غيري من فعل كذا وكذا، وانا فقط، وليس غيري، وأنا الوحيد الذي لي الحق. وهكذا مِن صيغ التفرُّد بالصفات بشكلٍ فيه أنانية، وتعالِي وعلى الآخرين.
  • وأخير يحصل الشيطان على مبتغاه ويكون قد صنع الكِبر داخل هذا الانسان المتكبر، ويا أسفاهُ على ما قد صنع.

علامات الإنسان المتكبر:

هناك أربع علامات للانسان المتكبر، وهما كالتالي:

  1. الإنسان الرافض للنصيحة: دائماً يرى نفسَهُ هو مَن يقدم النصيحة، وليس مَن يستقبلها، لذلك يرفض النصيحة، ولأنه يرى ذاته أعلى شأناً، فهو المًصدّر للنصيحة وليس مستورداً لها.
  2. الإنسان المتعالي: شخصٌ يرى نفسَهُ دائماً أجمل وأعلى من الباقيين، فكيف بالطبع يأخذ منهم أي نصح! بل العكس، فيقوم هو بانتقادهم، وإحراجهم بطريقة بها إهانة واستهانة بمشاعرهم ومجهودهم، وألا يسلّط الضوء على حسناتهم أبداً.
  3. الإنسان الذي يجمّل ذاته على الآخرين. هو ذلك الشخص الذي على لسانه دوماً كلمة أنا، دائم التذكية لذاتِه، ويقدم نفسه على الآخرين، بشيئ من الانتهازية والأنانية والغدر.
  4. الإنسان الذي يزدري الآخرين: يكون دائم الانتقاد لمن حوله، بل وكل ماهو حوله، حتى لو كان غير عاقل، ينتقد لمجرد الانتقاد وبشكل فاضح لا يراعي فيه أي حياء، حتى يكون كلامه كله سلبي لما يحيط به.

يُمكنك أيضا قراءة موضوع الشخصية المزدوجة في هذا المقال: 7 علامات تشير إلى الشخصية المزدوجة.

ماذا يجنيى الانسان المتكبر؟

يحصد الانسان المتكبر مِن جرّاء أفعاله الكثيرَ من الأشياء التي تجعله في الحقيقة من أضعف الناس، لأنه يعيش داخل كذبه كبيرة صاغها لهُ الشيطان وزيّنها، حتى لا يرى عيوبها، إلى أن يغرق في وحلِها.

  • لا يرى الحقيقة – حيث دائما ما يبني لنفسه المبررات والمعلومات التي براها هو فقط، لأنه تحت سيطرة الأنا لذاتِه، فلا يقدر على تقييم ماحوله بشكل واقعي أو حقيقي عادل، فدوماً سيكون بينه وبين الحق غِشاءاً.
  • سيقع فريسةً في انتظار من يؤيده – بما أنه متعالي! فهو محتاج إلى من يتعالى عليه ويقبل تعاليه، بالتدريج سيتحول هو الى تابعٍ لمن يتعالى عليهم لأنه سينتظر مدحهم، سينتظر من يعطيه كلمةً تقوّي ثقتَهُ بنفسه.
  • سيفقد قيمته فيمن حولَه، لأنهم سيبتعدون عما يزعجهم، وبالتالي لن يجد من يقدّره، ويقيم مكانتهُ في قلوب الناس وفكرهم.
  • النهاية المأساوية في الآخرة، لما اقترفهُ من ظلمٍ لنفسه، وظلم الآخرين في إحراجهم، وازدرائهم. وذلك كما ذكرنا في الحديث الشريف أول هذا المقال.

العلاج .. كيف يتغير الانسان المتكبّر إلى الانسان المتواضع:

كما للكِبر خطواتُ! أيضاً للتواضع خطوات، وهي كالتالي:

  • فأول الأشياء هو أن يعترف اللإنسان أنه كأي إنسان غيره، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح لوجه الله عز وجل، هنا ستكون البداية.
  • البحث عما هو يساعد الناس في حياتهم، والاقبال على تنفيذه لهم، لأن مساعدة الناس والوقوف بجانبهم ولو بكلمةٍ! لها إرثٌ عظيم في نفوس البشر. فكما نعلمُ جميعاً أن الكلمة الطيبة صدقة.
  • الحرص على تقديم الخدمات لمن حولك، سواء تعرفهم أو لا تعرفهم.
  • حسن الرد على الناس فيما يتعلق بمعاملات الحياة، فالرد الحسن لهُ من الوقار نصيباً، ويرفع قدرك عند الجميع. ويزداد قلبك ثقة بذاتك على حسن تصرفاتك.
  • مجرد انك تقبل على الخدمات للناس وتحرص على القيام بذلك. وهذا سيجعل قلبك خاضعاً للتواضع بما أنك تساعد الغير. وتبعد عن ذاتك الكِبر، لأن الانسان المتكبر لا يساعد أبداً.
  • كان أحد الذين نحسبهم من الصالحين يقول: كنت إذا خشيت على نفسي من التكبّر! ذهبت إلى المسجد. وبالتحديد إلى حمامات المسجد وأماكن الوضوء! وأقوم بتنظيفها جيداً. والحرص على أن تكون بالمنظر الجميل، لأنه بيت من بيوت الله، وكذلك في الشارع، في المواصلات، في المدرسة، داخل البيت، في حجرتك. دائما إجعل نفسك مساعداً لمن ولما حولك، حتى لا يحيد قلبك عن التواضع.
  • كنْ دائم الاعتذار إن أخطأتَ، لا تتعالَ على الاعتذار. إضبط لسانك إن أخطأ، بأن عليه الاعتذار أمراً واجباً.
  • إذا أهداك أحدهم نصيحة أو أخبرك بمعلومة! إقبلها، وتقبّلها بصدرٍ رحبٍ. فكّر في الأمر. فلعلّها حقاً تكون النصيحة المُنجيّة لك مِن شيئ ما.
  • أن تكُنْ دائما على قناعةٍ أن ما حصلتَ عليه مِن نعمةٍ! هو من الله عز وجل. وأن تنسب الفضل لأهله، وأن تعطي كل ذي فضل حقهُ في اكتسابك لتلك لنعمة. وأن تَحمد الله سبحانه وتعالى على عطاياهُ، لأن ذلك ليس عبقريةً منك بقدر أنه من أقدار وتسهيلات الله لك

يا إلهي .. أنت المُدبّر لشؤوني.

فلا تتركني للكِبر الذي قد يذلّ نفسي

ويحجب عن قلبي رؤية الحق كما ينبغي

واجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني

واصرفني عن رؤية عظمة الأشياء برؤية عظمتك أنت يا الله

واجعلني أخشاك كأني أراك

وأسعدني يارب بتقواك

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى