مقالات
أخر الأخبار

الاجابة على السؤال الجدلي: البيضة الاول ولا الفرخة؟

البيضة الاول ولا الفرخة

في الآونة الاخيرة برز لنا هذا التساؤل الذي صار موضوع بعض الناس، وصار بعضهم يسأل لمجرد إثارة الجدل والبعض يسأل للتوصل فعلاً للحقيقة. ولكن للايضاح أكثر أن هذا التساؤل موجود من أكثر من ألفيّ عام (أكثر من 2000 سنة) عند الإغريق حيث كان تساؤلاً فلسفياً عندهم، نظراً لأنهم كانوا يريدوا تسليط الضوع على نظرية قانون السببيّة، أي توضيح مَن هو السبب ومن هو النتيجة لهُ، ومن وقتها وظل النقاش مستمراً إلى يومنا هذا، وللعلم أن هناك بالفعل إجابة واضحة ولكن قد تكون غائبة عن البعض.

البيضة تأتي من الدجاجة،  والدجاجة تأتي من البيضة، إذن من أتى أولاً؟

السؤال طبيعتة متسلسلة ونظل في حيرة في بداية الأمر، ولكن عند الأخذ بالتفاصيل سنجد أن النقاش سيأخذنا الى نظرية الوجود الأولى للكون وللأشياء، وسواء كانت البيضة أولاً أو الدجاجة أولاً فهذا معناه أن هذا سيكون أن الله سبحانه وتعالى هو من “خلق” أول دجاجة أو أول بيضة، ونأتي هُنا الى معنى كلمة “خلق” وهي في اللغة العربية: الإيجاد من الغدم وهي صفة ينفرد بها المولى عز وجل، حيث لا يصح أن نقول هذا خلق فلان، وإنما نقول هذا صُنع فلان. وبالتالى في موضوعنا هذا سيكون أيُهما (البيضة أو الدجاجة) أول ما خلق الله سبحانة وتعالى.

هذا الأمر يجعلنا نستنتج أن لا يوجد سببّية الى مالا نهاية، وانما هناك بالتأكيد نقطة بداية (أي لا يوجد مُسبّبٌ قبلها)، والسب هنا هو بداية الكون والخلق، وأن الله أوجد أنواع الخلق وبالتالي جعل منهم أسباباً للتكاثر أو التنويع أو النتائج.

أراء الناس في الإجابة على هذا التساؤل:

  • هناك رأي أن الدجاجة هي من أتى أولاً، لأن ببساطة والمنطقي أنها أتت أولاً، آخذين في اعتبارهم أمثلة أخرى كمثلاً الأسد أمْ الشبل أيهما أتى أولاً، الغزالة أولاً أمْ ابنتها، وعند إثارة التساؤلات السابقة سيكون البديهي أن الاسد هو من أتى أولاً والغزالة أيضاً، وبالتالي استناداً على هذا ستكون الدجاجة هي من أتت أولاً. بمبدأ أن الكائن أتى أولاً وانشقّت منه السلالة ثانياً. لأن أصل هذه البيضة يفترض وجود زوجين من الدجاج ذكر وأنثى قد خُلِقوا في بداية الحياة، وقاموا بوضع أول بيضة، وقاموا بالاعتناء بها بتوفير اللازم من الحرارة الكافية للحياة والعناية لتقوى على الاستمرار في الحياة، لأنه من غير المنطقي أيضاً ظهور البيضة وحدها، وخروج الجنين خارجها وحده بدون عوامل خارجية أو اعتناء؟!
  • هناك رأي يقول: بفرض أن البيضة هي أولاً، إذن سيكون نوعها انثى، وبالتالي سنحتاج بيضة اخرى من نوع ذكر حتى يخرجوا للحياة وبالتالي يكون التكاثر ويأتي منهما الدجاجة فيما بعد، ومن هُنا يقول أهل هذا الرأي ضرورة تعديل صيغة السؤال من البيضتان أولاً أم الدجاجة أولاً؟ ولكن طبعا هذا الرأي يستنكر فكرة البيضة أولاً، بمعنى أن هذا الرأي يرجح فكرة أن الدجاجة أولاً، لصعوبة افتراض البيضتان أولاً.
  • نوعٌ أخر من العلماء الذين أجروا نوعاً من الفحوصات على البيضة، فوجدوا في قشرة البيضة نوعاً من البروتين اسمة OC17 له دوراً حيوياً في حياة البيضة وجنينهاً، والمفاجأة أن هذا البروتين غير موجود إلا في مِبيض الدجاجة فقط، وهذا معناه على الأقل أسبقية دور الدجاجة في حياة البيضة.
  • ونوعٌ من الآراء هو الذي يقول البيضة أولاً مُستنداً في ذلك على نظرية السلم الهرمي لنمو الدجاجة، بمعنى ماذا كانت الدجاجة الكبيرة قبل أن تكون دجاجةً كبيرة؟ كانت دجاجة أصغر، والدجاجة الاصغر كانت قبل ذلك كتكوت، وكان الكتكوت قبل ذلك بيضة، ومن هُنا يقولون كان البداية، وأن البيضة أول المراحل العمرية الخاصة بالدجاجة، فمثلاُ أيهما أتى أولاً الطفل الصغير أم الصبي أو الرجل أتى أولاً؟ ستكون الاجابة هُنا طبعا الطفل الصغير، وبالتالي يعتقدون أن البيضة أولاً من هذا المنطلق. ولكن هذا الرأي يصيبة الركاكة وعدم المصداقية حيث لو فرضنا أنه صحيحاً! سيكون هناك استكمالاً لنظريتهم: بأن الدجاجة الصغيرة هي مرحلة عمرية مُبكرة للبيضة قبل مجيئها، وهذا يُسقط مصداقية أو صحة هذا الرأي.
  • هناك في النهاية رأي بأن مخلوقات في قديم الأزل من ملايين السنين قد تكاثر بشكل عشوائي وأوجدت تلك البيضة ن تناسلاتهم وبالتالي ستكون البيضة هي من جاءت أولاً، ولكن هذا الرأي يأخذنا للجدل لمجرد الجدل.

حسم قضية البيضة أمْ الدجاجة:

سواء البيضة أولاً أو الدجاجة دعونا نتفق أن الإثنان أيُهما هما مَن أوجدهُما الله عز وجل، فعند الأخذ بالأسباب وبداية الخليقة سنعرف أن الله أوجد الخلق كائناتاً حيّة، وجلعهم يتمتعون بالحياة، حتى في قصة سيدنا نوحاً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، حيث في آيات القران الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم (حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّۢ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ…) صدق الله العظيم، إلى آخر الآيات. أن الله أمر سيدنا نوحاً بأن يحمل في السفينة كل نوع من أنواع الحيوانات ذكرًا وأنثى، وأن يحمل فيها أهل بيته، إلا مَن سبق عليهم القول ممن لم يؤمن بالله كابنه وامرأته، وأن يحمل فيها من آمن معهُ من قومهِ، وبالتالي يجعلنا نؤمن بأسبقية الكائنات عن مولودها، أي أن الدجاجة هي من أتت أولاً قبل البيضة.

وكل ماسبق استنبطات من واقع الحياة وتاريخ البشرية الذي مداه ملايين السنوات، ولكن بإعمال العقل سنصل للنتيجة ويبقى العلم عند الله في معظم الأمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى